قال الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكيّ” وليد جنبلاط، أن سقوط بشار الأسد يعد "انتصارًا كبيرًا" للشعبين السوري واللبناني بعد 54 عامًا من حكمه. وأوضح جنبلاط أنه لم يكن يتوقع أن يسقط الأسد، لكن الأمور تغيرت بشكل جذري مع اندلاع الثورة السورية، مؤكداً أن الشعب السوري قد قال كلمته وأن "هذا مصير كل طاغية، طال الزمن أو قَصر"، واصفًا ما حدث بـ "العدالة الإلهية".
على صعيد العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية، تحدث جنبلاط عن اتفاقية الهدنة كأحد الأسس التي يجب أن تُبنى عليها هذه العلاقات. وقال: "لماذا نقفز فوقها؟" مشيرًا إلى ضرورة احترامها من قبل جميع الأطراف. وانتقد جنبلاط ما وصفه بعدم وضوح نوايا إسرائيل بشأن السلام، متسائلًا: "هل هناك معنى للسلم لدى إسرائيل؟ هل يفهمون بالسلم؟". وأضاف أن لبنان لا يملك سوى ورقة الهدنة، وأنه يجب على لبنان الاستمرار في تعزيز قوته العسكرية عبر الجيش اللبناني، مؤكدًا أن الجيش بحاجة إلى 10,000 عنصر إضافي لتعزيز قدراته.
وحول الوضع الأمني في لبنان، أكد جنبلاط أن الجيش اللبناني يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على الأمن في الجنوب اللبناني، خاصة في مواجهة محاولات تهريب الأسلحة الاستراتيجية. وأشاد بدور الجيش اللبناني في مصادرة الأسلحة غير المشروعة، مؤكدًا ضرورة تعزيز قدراته "عدةً وعدادًا"، كما طالب بتطويع عناصر جديدة في الجيش لضمان أمن لبنان واستقراره.
فيما يخص العلاقات اللبنانية-الإيرانية، أكد جنبلاط أنه قد عبّر عن رأيه بوضوح تجاه الجمهورية الإيرانية، مشيرًا إلى أنه يأمل أن يفهم ممثل حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن "طهران لا تستطيع استخدام لبنان من أجل التفاوض أو غيره". وأعرب جنبلاط عن اعتراضه على بعض التصريحات الصادرة عن السفير الأميركي في لبنان، ميشال عيسى، والمبعوثة الأميركية التي طالبت بمنطقة اقتصادية في الجنوب اللبناني. وقال جنبلاط في هذا السياق: "هذا يذكرني بما قيل عن إنشاء منطقة اقتصادية على ركام غزة"، معتبرًا أن الأولوية يجب أن تكون "عودة أهل الجنوب والأسرى".
وتطرق جنبلاط إلى مسألة السلاح الاستراتيجي في لبنان، حيث ذكر أنه سمع من بعض الأطراف أن "90% من السلاح دُمّر". متسائلًا: "لماذا يصر الأميركيون على استمرار الضرب؟"، في إشارة إلى الضغوط العسكرية والإسرائيلية على لبنان، وخصوصًا في ما يتعلق بمصادر السلاح الذي يمتلكه حزب الله. وأوضح جنبلاط أنه لا يتفق مع الموقف الأميركي في هذا الصدد.
ختامًا، وجه جنبلاط رسالة إلى حزب الله، قائلًا: "أتمنى أن يكون لما أوجهه من كلام إلى نعيم قاسم نقاش داخلي في حزب الله"، مضيفًا أنه يقدر التضحيات التي قدمها حزب الله في الدفاع عن لبنان من "الخيام إلى ميس الجبل وكل أصقاع الجنوب". لكنه أشار إلى أنه "لا يريد أن يكون لبنان أداةً في يد إيران". واعتبر جنبلاط أن من الأهمية بمكان أن يكون للبنان قرار مستقل، بعيدًا عن التدخلات الإقليمية، مع الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية.